أمراء البلد الحرام - 1 نوفمبر 2016

صحيفة المدينة

أمراء البلد الحرام - 1 نوفمبر 2016

2021-10-14    582

أهداني الأخ الكريمُ النبيلُ الدكتور هشام الفالح الأمينُ العام لهيئة تطوير منطقة مكة المكرمة كتاباً لطيفاً عنوانُهُ: (رَفْعُ اللثامِ عن أمراء البلدِ الحرامِ) لمؤلفه السيد ضياء بن محمد بن مقبول عطار.
وطرافةُ هذا الكتابِ آتيةٌ من جهتين:
أولاهما: أنه استقصى كلَ من وليَ إمارة مكةَ على مرِّ التاريخِ، بدءاً من إسماعيل عليه السلام الذي وليَها مدةً لا تقل عن مئةٍ وعشرين سنةً، وانتهاءً بهذا الوقتِ الذي نحنُ فيه.
وثانيتُهما: أنّه ساقَ هذه السلسلةَ التاريخيةً نظماً، في قصيدةٍ طويلةٍ على قافيةِ اللامِ، بناها على بحرِ الوافرِ، مجتنباً بذلك (الرجز) الذي جرتِ العادةُ أنْ يكونَ مطيَّةَ النظّامينَ في الفنون والمعارف والتواريخ.
وقد علقَ الناظمُ على منظومتِهِ تعليقاتٍ مختصرةً تضمنتْ الاسم الكامل لكل أميرٍ عند ورود اسمِهِ، ومدةَ ولايتِهِ إن كان ذلك معلوماً.
وعلى كثرةِ التآليف عن مكةَ المكرمةِ شرَّفها الله إلا أنَّ استقصاءَ رجالاتِها ورموزِها في مؤلفاتٍ خاصةٍ مازال مجالاً بحاجةٍ لكثير من العمل، ومكةُ بلدُ الله، وأهلها أهل الله، وقد حظيتْ بكوكبةٍ من الأعلام في كل مجالٍ، بما في ذلك مجالات السياسة والإمارة، سواءٌ ممن وُلد فيها من أبنائها، أو ممن جاور فيها ملتمساً بركتها.
ولذلك كانَ هذا المؤلَّفُ إضافةً طيبةً، وقد أشار صاحبُهُ إلى أنَّ له كتاباً آخر أوسع اسمُه: (جلاءُ العينين بذكر أمراء الحرمين)، وهذا جهدٌ يُذكرُ فيشكرُ.
وقد ذكر المؤلفُ في آخر منظومته ولاةَ البيتِ الحرامِ من آل سعودٍ، فذكر الملكَ فيصلا رحمه الله الذي تولى مكة بين سنتي 1344-1378هـ، ثم الأميرَ متعب بن عبدالعزيز ما بين سنتَيْ 1378-1380هـ، ثم الأمير عبدَالله بن سعود بين عامَيْ 1380-1382هـ، ثم الأمير مشعل بن عبدالعزيز من سنةِ 1382 حتى سنة 1390هـ، ثم الأمير فواز بن عبدالعزيز (1390-1400هـ)، ثم الأمير أحمد بن عبدالعزيز (1390-1395هـ)، ثم الأمير ماجد بن عبدالعزيز (1400-1420هـ)، ثم الأمير سعود بن عبدالمحسن سنةَ 1399، ثم الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز (1420-1428هـ).
وختَمَ المؤلفُ هذه السلسلة الذهبية بأميرِ مكةَ الحاليِّ مستشارِ خادم الحرمينِ الشريفينِ الأميرَ خالد الفيصل حفظه الله، فقال:
فأضحتْ مكةٌ يبدو سناها
بخالدِ فيصلٍ رحباً تقولُ
تُناديه التهاني بانطلاقٍ
أديبٌ في معاضلها حَلُولُ
أميرُ الوقتِ يُسندُهُ وفاقٌ
وللأيامِ أحوالٌ تدولُ
حفظَ الله مكةَ وأهلها، وحفظ ولاة أمورنا خيار المسلمين وعُدولهم.


مشاركة :